#htmlcaption1
لمشاهدة العدد السابق

فيروس كورونا: كيف تدعمون أطفالكم نفسياً في الحجر المنزلي؟




طفل أسباني داخل منزله في الحجرمصدر الصورةGETTY IMAGES


 شكّل تفشي فيروس كورونا والإجراءات المتعلقة به ضغوطاً كبيرة، اقتصادية واجتماعية ونفسية، على عالم الكبار، في حين وجد الأطفال أنفسهم الحلقة الأضعف نفسياً للتعامل مع هذا الوضع الجديد الذي تغير فيه كل شيء . 
وفي مثل هذه الأوقات يلجأ الأطفال للبالغين لفهم ما يجري حولهم وبث الطمأنينة في نفوسهم الصغيرة.
ويؤكد أخصائي الطب النفسي الدكتور محمد جمال أن مشاعر القلق هي أمر طبيعي يمر به الناس كافة، وأنها "نابعة من مشاعر الخوف التي يكون هدفها أصلاً توقع الأخطار، ما هو حقيقي منها وما هو وهمي، لتحفيز الإنسان على حماية نفسه". 
كما أضاف  الدكنور محمد جمال أن مشاعر القلق بحد ذاتها ليست إذاً مشكلة، إلا إذا تحولت إلى معيق أمام إتمام الإنسان لمهامه اليومية وعيش حياة طبيعية.
وفي ضوء إصابة مجتمعات بأكملها بالقلق في ظل تفشي فيروس كورونا، ينعكس هذا القلق على الأطفال، الذين يختلفون في طرق التعبير عن هذه المشاعر بحسب فئاتهم العمرية وتبعاً للاختلافات الفردية بين طفل وآخر.
لكن الدكتور محمد جمال يؤكد وجود مجموعة من الأعراض التي يمكن للآباء والأمهات أن يدركوا من خلالها وقوع أطفالهم تحت وطأة القلق ،  من بينها:
- أعراض مزاجية كأن يصبح الطفل أكثر عصبية أو أسرع استثارة أو أن يبكي بكاء غير مبرر أو يغلب عليه الحديث عن الخوف.
- نقص الانتباه وضعف التركيز وسهولة التشتت.
- تغيرات سلوكية واضحة كزيادة الحركة أو نقصانها، كثرة الجدال، انخفاض الرغبة في اللعب مع الأقران، وزيادة التعلق بالوالدين أو أحدهما.
- اضطرابات النوم
- سمات عُصابية مثل قضم الأظافر ومص الإبهام وغيرها.

الدعم النفسي

وتختلف طرق التعامل مع هذا القلق أيضاً من طفل إلى آخر، لكن وبشكل عام تقدم منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة - اليونيسف - طرقاً يمكن من خلالها للآباء والأمهات دعم أطفالهم للتعامل مع ما يمرون به من مشاعر خلال هذه المرحلة، تشمل مراقبة البالغين لسلوكهم ومحاولة البقاء هادئين قدر المستطاع إضافة إلى تشجيع الأطفال على التعبير عن مشاعرهم وطمأنتهم من خلال الحديث إليهم حول الفيروس بهدوء وروية.
كما تدعو المنظمة البالغين إلى محاولة صرف نظر الأطفال عن مشاعر القلق والخوف بممارسة أنشطة محببة إليهم، والاستمرار بالحياة الطبيعية قدر الإمكان للتخفيف من حدة التغييرات التي يمر بها الأطفال.



واحدة من الرسوم التي تقوم بها طفلات ريما في المنزلمصدر الصورةREEMA ABASSI
Image captionواحدة من الرسوم التي تقوم بها طفلات ريما في المنزل

تعليم عن بعد:

ومع إغلاق معظم المدارس حول العالم، بسبب انتشار الفيروس، يجد الآباء والأمهات أنفسهم أمام تحدي تقديم الدعم لأبنائهم لإتمام تعليمهم عن بعد. يأخذ هذا التعليم أشكالاً مختلفة، فبينما يكون التعليم عبر الإنترنت متاحاً لأطفال في مناطق عدة، لا تتوفر هذه الرفاهية أمام أطفال آخرين لأسباب عدة.
فهناك مجموعة من القواعد يمكن، في حال اتباعها، جعل عملية التعليم المنزلي أكثر سلاسة وإمتاعاً للأطفال وذويهم وتشمل هذه الخطوات:
-التهيئة النفسية: حيث ينظر الكثير من الأطفال في العالم إلى فترة إغلاق المدارس على أنها إجازة للعب والاستمتاع، لذا تؤكد نفاع على ضرورة تهيئة الأطفال نفسياً بأن الدراسة مستمرة ولو عن بعد عن طريق الالتزام قدر المستطاع بروتين شبيه بذلك الذين كان متبعاً أيام الدوام المدرسي وإن مع تخصيص ساعات أقل للدراسة وجعل العملية ممتعة قدر الإمكان
-التهيئة المادية: إذ لا بد أن يحاول الأهل قدر المستطاع تأمين كل ما يلزم للطفل من كتب وأدوات ساعة جلوسه للدراسة ، وأن هذا الأمر يمّكن الطفل من المحافظة على تركيزه ويقلل من تشتت انتباهه، كما يجعل الحدود بين وقت الجلوس إلى الدرس ووقت اللعب واضحة.
-تنظيم وقت الطفل والاهتمام بصحته البدنية والنفسية وبتخصيص وقت للترفيه وقضاء وقت مع العائلة.
ترك انتشار فيروس كورونا والإجراءات المتعلقة به كثيراً من الضغوط والأعباء على البالغين والأطفال، لكن الدكتور محمد جمال يقول إن بقاء العائلات في منازلها وتحوّل كثيرين إلى العمل من المنزل قد يشكل فرصة لقضاء الأهل لوقت أطول مع أبنائهم ودعمهم نفسياً وتعليمياً والترفيه عنهم. 
كما يشير إلى إمكانية الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في البقاء قريبين، ولو افتراضياً، من الأحبة والأصدقاء، إلى أن ينتهي العزل وإجراءات التباعد الاجتماعي التي فرضها فيروس كورونا على طريقة البشر في التواصل فيما بينهم.
Share on Google Plus

About Petroleum Marine Services

0 التعليقات:

إرسال تعليق